روايه حافيه علي جسر عشقي

موقع أيام نيوز


محتقرة مشيرة بيدها نحو الباب
أطلع برا!!!
أغمض عيناه يحاول أن لا يفقد أعصابه ثم نهض واقفا على قدميه بشموخ ليتجه لها قائلا بهدوء
ممكن تسمعيني!
أرتدت خطوتان للخلف قائلا بنبرة حاسمة
إسمعيني و بعدين هسيبك!!!
وكأنها لم تسمعه لتزداد مقاومتها له تردف بصوت مكتوم
سيبني بقا!!!
لكن كلما إزدادت مقاومتها كلما قربها هو منه أكثر ف تعالت أنفاسها من فرط المجهود الذي بذلته ولم تجني ثماره لترفع عيناها الواسعة له پغضب ف أبتسم لها ليضمها لصدره بحنان مقبلا خصلاتها يقول بنبرة تجسدت بها معاني الندم

أنا أسف ورحمة أبويا مش همد إيدي عليكي تاني أنا عارف أني غلطان بس أنا اتعصبت ومكنتش أقصد اللي عملته حتى لو سامحتيني أنا مش هسامح نفسي بس أنت عارفة أن براءة أختك من ساعة م شوفتها أول مرة وأنا عارف أنها بتكرهك ومستغرب إزاي أنت مش شايفة ده!!!رغم كدا هخليكي تعملي اللي أنت عايزاه عايزة تشوفيها أنا بنفسي هوديكي ليها
كانت كلماته في غاية اللطف نبرته هادئة حتى ذراعيه اللذان يقيداها لم يقسو بهم على جسدها أغمضت ملاذ عيناها لتنهمر عيناها بالدموع ثم طالعته بكراهية و أردفت في نبرة مغلولة
خلصت أنا عايزة أطلق!!!! وكل واحد فينا يروح لحاله!!!!
لوهله لم يستوعب م قالته لتعتلى الصدمة ملامحه ف كلمة الطلاق كان لها أثر قوي على قلبه لتتراخى ذراعيه عنها من هول المفاجأة ف أنتهزت الفرصة لتبعد ذراعيه ثم أتجهت نحو المرحاض صافعة الباب خلفها
ليجلس هو على الأريكة ثم وضع أصبعيه على عيناه يفركهما وقد بدأ الصداع يهجم كالأسد على عقله ليشوشه أكثر!!!
أستندت على باب المرحاض ثم أطلقت العنان لدموعها لتنهمر من حدقتيها تكتم شهقاتها بكفها ف تصبب العرق من وجهها أكثر تراخى جسدها حتى شعرت بالإعياء فخرجت لتتعلق أنظاره بها نهض عندما وجدها تضع كفها على رأسها يعتريها الدوار ف ذهب نحوها ظافر سريعا ثم أمسك بها حتى لا تسقط رفع ذقنها له قائلا بهدوء و أنفاسه ټضرب بشرتها
حاسة ب أيه!!
أستندت على ذراعه تلقائيا ثم أغمضت عيناها قائلة بوهن
الأرض بتلف بيا!!!
أومأ متفهما ثم جذبها جواره ليجلسها على الفراش تفحص حرارتها مجددا ليجدها في إزدياد ف نهض مسرعا ليتجه نحو مطبخ الجناح
ثم أخرج من المثلج مكعبات من الثلج ليضعهما في طبق وسكب عليهم ماء بارد أخذ منشفة صغيرة باللون الأبيض ثم أتجه نحوها ليجلس جوارها وضع الطبق على الكومود ثم دفعها بلطف من كتفيها ليجعلها تستلقى ف أستسلمت له ولم تقوى على مجادلته ألتفت نحو الطبق ثم وضع المنشفة به ليعتصرها جيدا ثم وضعها على جبينها أغمضت ملاذ عيناها بتعب لتغمغم قائلة
أنا مش عايزة منك حاجة لو سمحت سيبني و أطلع برا!!!
تجمدت تعابير وجهه ليقول بهدوء
لما تفوقي نتكلم!!!
وضعت أناملها على المنشفة الصغيرة الموضوع على مقدمة رأسها ثم همت بإزاحتها ليثبتها هو قائلة بنبرة حادة
ملاذ!!! قولتلك لما 
جلست على الفراش تنظر أمامها بشرود فهي منذ كلماته التي تغلغلت لعروقها كالسم الممېت وهي جالسة بمفردها لا تخرج سوى لتناول بعض اللقيمات في المطبخ دون أن تشاركه طعامه و عندما تراه تشيح بوجهها للجانب الأخر وتهرب لغرفتها أسبلت بعيناها لمعدتها المنتفخة فأنسدلت معها خصلاتها الطويلة تنهدت بحزن لتسمع طرقات الباب الهادئة رفعت رأسها نحو الباب الذي كان في قبالتها ف رأته يدلف بهدوء أشاحت أنظارها بعيدا عنه فألقى هو نظرة مشتاقه لها متفحصا إياها بإهتمام جلي وثاق كفيها الذي لم يحل بعد عيناها التي تنظر بعيدا عنه و خصلاتها البندقية الناعمة التي تسقط على وجهها أغلق الباب خلفه ثم تقدم نحوها ليجلس جوارها فنظرت له بدهشة تحولت لأستخفاف عندما هتف بهدوء
أنا عامل أكل برا مش هتقومي تاكلي ولا هاكل لوحدي!!
ألتوى جانب ثغرها بسخرية شديدة لتردف ببرود
لاء أتعود تاكل لوحدك عشان أنا مش طايقة يجمعنا مكان واحد ولا حتى قادرة أبصلك!!!!
أبتسم پألم فهي ترد له الصڤعة صفعتان و لكنه شعر بإحساسها الأن فهو أيضا يشعر بكلماتها تسقط عليه كالسکين الحاد تمزق أشلائه

ولذلك قال برفق وهو يوجه جسده لها
أنا مكنش قصدي أقولك كدا كنت متعصب ومحستش بنفسي أنا أسف!!!!
نظرت أمامها پغضب ف حاوط كتفيها بذراعه ثم مسد على معدتها ليردف بعقلانية
على الأقل كلي حاجة عشان بنتي هي ملهاش دعوة بمشاكلنا يا رهف!!!
وكأن لمسته على معدتها كانت كالصاعق الكهربائي وذراعه كان يجثم على قلبها لتبعده ناهضة من على الفراش ثم جلست على الأريكة لتسند رأسها على مسندها مغمضة عيناها پألم راقبها هو بأسف فنهض لكي يخرج من الغرفة حتى لا يزعجها و لكن أوقفه صدور شهقات باكية منها و إنهمار الدموع من عيناها لم يتحمل قلبه بكائها ليتجه نحوها جالسا أمامها يحاوط وجهها مقبلا خصلاتها بحنو بالغ قائلا برجاء
كفاية
عياط يا رهف والله العظيم أنا أسف مكنتش أقصد!!!
أنفجرت في البكاء ليضمها لصدره واضعا رأسها على موضع قلبه يمسح على خصلاتها ليهدئها مردفا بصوته العذب
قوليلي طيب عايزة أيه!! أي حاجة عايزاها هعملهالك دلوقتي!!!
رفعت عيناها الحمرواتان الباكيتان له لتردف برجاء
أنا مش عايزة أعيش معاك سيبني يا باسل أمشي و أوعدك مش هتشوف وشي تاني!!!
صدم مما قالته ليرفع ذقنها له قائلا بهدوء شديد يخالف البراكين المشټعلة به
إلا الطلب دة!! هعملك أي حاجة إلا إنكوا تبعدوا عني!!!!
أزاحت كفه بعيدا قائلة بحدة وهي تنهض من على الأريكة مشيرة بيديها
و أنا مش عايزة غير الطلب دة!!! كفاية نتعب في بعض بقا!!!
نهض أمامها يردف بهدوء
أنت ناسية إنك حامل في بنتي!!
قطبت حاجبيها لتقترب منه
تنظر له بسخرية قائلة
مش كنت بتقول إني مش حامل منك! وإني واحدة خاېنة وژبالة!! و لا نسيت أنت قولت وعملت أيه!!!
قاطعها بنبرة عالية مغمضا عيناه
رهف!!!!
لم تبالي بعلو صوته بل أخذت تزيد في الضغط على موضع ألمه بدون رحمة قائلة بنبرة متهكمة
لو أنت نسيت أفكرك عشان أنا عمري م هنسى أنك أتهمتني في شرفي من غير حتى م تسمعني!!!
أبتعد عنها ليوليها ظهره رافضا الأستماع إلى كلماتها التيولكن صوتها الحزين أخترق أذنه وهي تقول
و أنا اللي كنت بقول أن باسل واثق فيا أكتر من نفسه و عمره م هيصدق حاجة وحشة عني كنت فاكرة أني أتجوزت الشخص الصح مكنتش أعرف أن جوازي منك كان أكبر غلطة!!!
شعر باسل بإختناق حقيقي ليضع كفه على صدره مغمضا عيناه پألم شديد أغرورقت عيناه بالعبرات ليغلق جفونه پعنف ليستمع لها وهي تسترسل تقضي على ما تبقى من قلبه
سيبني أمشي يا باسل و أوعدك لما أولد إن شاء الله هتشوف البنت وقت م تعوز ومش همنعها عنك أبدا بس سيبني أكمل اللي باقي من حياتي و أنا مش خاېفة أنك ترجع تشك فيا أو تستخدم دراعك من غير م تسمعني!!
أستند على الحائط جواره حاول أن يلتقط أنفاسه ولكن الأكسجين يأبى الدخول لرئتيه أهتاجت أنفاسه فلاحظت هي الحالة المريبة التي سيطرت عليه لتقترب منه واضعة كفها على كتفه تردف بقلق
أنت كويس!!
سعل باسل بقوة ليميل برأسه للأمام وهو يحاول تهدئة نفسه فوقفت أمامه لتنحنى برأسها له واضعه كفها على كتفه تهتف بتوجس
في أيه!!
أعتدل في وقفته يحاول تنظيم أنفاسه بشهيق وزفير مستمران ولكن الألم لا يزال ينغص قلبه بدون رحمة بعد دقيقتان عادت أنفاسه لطبيعتها رفع نظراته الجافة لها ثم تحرك من مكانه ولكن قبل أن يخرج من الغرفة كانت تردف سريعا
قولت أيه في موضوع اآآ
قاطعها بنبرة صارمة ولم يلتفت ليواجها
هوديكي عند أمي و ملاذ تريحي دماغك عندهم يومين تلاتة وانا هفضل هنا و موضوع الطلاق دة تشيليه من دماغك خالص!!!
فرغت فاها پصدمه لتراقبه وهو يذهب لغرفته صاڤعا الباب خلفه جلست على الأريكة بحذر متنهدة بضيق ولم تشعر بنفسها سوى وهي تستلقى على الأريكة لتغفو ب إرهاق..
وصلا العروسين إلى فندق راقي في مدينة باريس أكد ريان على حجزهما لجناح زين خصيصا لهما لتدلف هنا للجناح بإنبهار يخطف الأبصار بفخامته و رقي أثاثه الورود منثورة على الأرضية باللون الأحمر و الأبيض ألتفتت ل ريان تقول بسعادة غامرة
بجد الجناح حلو أوي يا ريان أنا متوقعتش يكون بالجمال دة!!!
لم يرمش له جفن ليطالعها بهدوء شديد يناقض حماسها واضعا كفيه في جيب بنطاله لم تنتبه لنظراته الغريبة لها ولا لبروده وصمته المخيف لترفع ثوبها الأبيض عن قدميها ثم سارت للداخل فتعمقت في الجناح مطالعة كل زاوية به دلفت لغرفتهم والتي كانت على الزاوية تتفحص كل ركن بها فوقع عيناها على الفراش المزين برقة
و وسط إندماجها في كل هذا أنتفض جسدها بشدة عندما سمعت صوت باب الجناح يغلق پعنف!!!!
لتركض خارج الغرفة فرأت المكان بأكمله فارغ أسرعت لتفتح الباب ف نظرت للممر ولكنها وجدته خالي من أي شخص تركتالباب مفتوحا ثم ركضت رافعة ثوبها الذي يعيق حركتها لتقف أمام المصعد فوجدت السهم يشير إلى الطوابق السفلية تنازليا أمتلئت عيناها بالدموع لتبعد خصلاتها الناعمة عن جبينها عادت للجناح لتدلف له ثم صفعت الباب پغضب أتجهت نحو الهاتف الأرضي لتضغط على رقم الطابق الأسفل والذي يخص موظف الأستقبال وضعت السماعة على أذنها لتنظف حلقها تمنع ظهور عبراتها بجوفها ثم أردفت قائلة باللغة الفرنسية
معذرة هل رأيت زوجي الأن يخرج من الفندق!!
أردف موظف الأستقبال بتهذيب
هل تقصدين السيد ريان الجندي يا سيدتي!!
نعم!!
هتفت سريعا فرد هو قائلا
نعم سيدتي لقد ذهب الأن من أمامي خارج الفندق!!!
وضعت السماعة في موضعها بالهاتف الأرضي لټنهار أرضا تحاوط وجهها بكلتا كفيها لتبكي بحړقة شديدة لم تتوقع منه أن يتركها في بلدة لا تعرف عنها شئ و في يوم زفافهما في جناح من المفترض أن يقضيا به أسعد أوقاتهم ولكنها ستقضي به الأن أتعس أوقاتها!!!
سار في ضواحي باريس كالتائه وقد نزع عنه سترته ليبقى بقميصه الأبيض الملتصق بجسده المعضل معلقا بذلته على كتفه!!
تنهد بضيق فالهواء الذي يلفح جسده لم يكن كافيا لبث الراحة به ف هو تعمد عدم التجول بسيارته حتى يستنشق عبء الأجواء هنا لربما تخمد نيرانه أتجه نحو أحد المقاهي المشهورة ب بلد العشاق ليجلس على مقعد جلدي ليعود برأسه للخلف مغمضا عيناه يفكر بفعلته الدنيئة معها وتركها وحيدة في يوم زفافها ولكن لم يكن له خيار آخر فهو لا يريد أستغلال مشاعرها تحت مسمى الحب وهو يعلم أنه لا يكن لها شئ لا يريدها أن لهذا هرب و سيهرب قلبه تعلق بفتاة واحدة و للأسف لا يستطيع نسيانها!!
شعر بوخزة في قلبه للألم الذي سيسببه لتلك المسكينة ولكنه يقسم أن آلامه أضعاف مضاعفة جاء النادل يسأله عما يريد أن يشرب فطلب كوب من الشاي بنبرة خاوية بعد دقائق جاء الشاي فأرتشفه ريان بهدوء وهو ينظر لوجوه الناس حوله ظل جالسا كثير من الوقت يقرر ضاق صدره لينهض يقرر العودة لها ليواجهها وما أقساها مواجهة!!!!
مر الكثير من الوقت ساعة تليها الأخرى حتى أصبحت الساعة الثالثة فجرا ف لم تستطيع أن تتحمل الصداع الذي يفتك برأسها ولا البكاء الذي جعل عيناها تتورم حاولت النهوض عن الأرضية الباردة ولكن لم تستطيع لتيبس قدميها أطلقت تآوه مټألم و هي تحاول النهوض متشبثة في المقعد جوارها و بالفعل وقفت على قدميها بعد معاناة ولم تكمل الثواني إلا وهي مڼهارة أرضا مغشيا عليها ف أرتطم وجهها بالسيراميك البارد و عند تلك اللحظة دلف ريان للجناح فوجدها مفترشة على الأرض وجهها شاحب و جسدها يرتجف من شدة البرد صړخ بعلو صوته مصډوما
هنا!!!!!
ركض نحوها بفزع لينثنى نحوها ثم أدخل ذراعيه أسفل جسدها ليحملها برفق يضمها لصدره جسدها باردا
كالثليج و مساحيق التجميل لطخت وجهها الباكي ركض بها لغرفتهم ثم وضعها بلطف على الفراش ليسند جسده بركبته على الملاءة و قدمه الأخرى تدلت من فوق الفراش أنثنى عليها ليضرب وجنتيها برفق هادرا بقلق شديد
هنا!!! هنا ردي عليا!!! هنا!!!
باءت محاولاته بالفشل الذريع ولم يستطيع إفاقتها ف نهض من جوارها يلتفت حوله كالتائه يبحث عما يجعلها تفيق لم يجد سوى زجاجة عطره الموجودة في حقيبته فركض ليأتي بها ثم نثر بها على يده ليتجه نحوها مال عليها ليضع كفه ناحية أنفها مباشرة و قد بدأ شعور الندم يتغلغل إلى داخله تقلصت ملامحها وهي ټشتم الرائحة التي تحفظها عن ظهر قلب فتحت عيناها ببطئ مقطبة حاجبيها لترى ملامحه الوسيمة في مواجهتها لانت تعابير وجهه المتشنجة ليزفر بإرتياح ثم مسح على خصلاتها يبعدها عن مقدمة رأسها قائلا
وقعتي قلبي!!!
لم تعي هنا ما حدث لتعود متذكرة تركه لها فدفعت كتفه پعنف ناهضة من على الفراش صاړخة بإهتياج وهي تدور حول نفسها تبحث عن حقيبتها
أنا عايزة أمشي من هنا!!! فين موبايلي أكلم بابا و أقوله ييجي ياخدني!!!
لم يتحرك ريان إنشا واحدا حتى بعد
الثلاثون.
جالسة جواره في السيارة والهدوء يسود المكان لم ينبث أيا منهما بكلمة وكأنهما في عالمين مستقلين بعيدا عن بعضهما عيناها الشاردة وهي تنظر إلى أوجه المارة و كفه المشدد على المقود وكأنه يعاني حربا ما داخله
أسندت رهف رأسها على المقعد خلفها تنظر أمامها بحزن شديد حاولت ألا يظهر على محياها حتى لا تكن ضعيفة أمامه ولكن تفكيرها بما حدث لم يتوقف عندما طلب منها وبمنتهى البرود تحضير حقيبتها ليذهب بها إلى أمه لم تنسى ألم قلبها عندما أدركت أنها ستبتعد عنه وربما لن تراه سوى كل فترة أفاقت من شرودها على رائحة الدخان الذي ينبعث من سيجارته ف

أخټنقت من تلك الرائحة التي لطالما كرهتها لتسعل بقوة واضعة يدها على معدتها ثم أخرجت وجهها للخارج ف ألقى باسل بالسېجار من النافذة يبتلع ريقه مخفيا قلقه عليها هدأ سعالها ولكنها ظلت تنظر للطرقات دون
أن تلتفت له نظرت إلى كفها الذي حلت عن الشاش منذ عدة أيام لتعود بعيناها إلى الطريق وصلا للقصر ليتجاوز البوابة ثم صف السيارة بعشوائية وظل صامتا ينظر أمامه منتظرا نزولها و بالفعل ترجلت من السيارة دون أن تنظر له ثم فتحت الباب الخلفي لتأخذ حقيبتها والتي كانت خفيفة فهي لم تأخذ ملابسها بأكملها حسب طلبه هو لأنها لن تبقى هنا طويلا و فور أن أغلقت الباب أنطلق بسيارته سريعا ف أرتدت هي للخلف پصدمة ثم تنهدت بضيق لتجذب الحقيبة خلفها خطت نحو الباب الضخم للقصر لتطرق عليه طرقات رغم ضعفها إلا أن رقية سمعتها لتفتح الباب مبتسمة ببشاشة قائلة وهي تجذبها لأحضانها
وحشتيني يا بتي!!!
أحتضنتها رهف وقاومت رغبة قوية في البكاء ثم جلست معها قليلا يتسامرون و عندما لاحظت رقية شعورها بالتعب طلبت منها الصعود لغرفتها لكي تستريح فصعدت بالفعل لجناحهم ولكن فور دخولها له هجمت الذكريات على رأسها بقوة مفترسة ما تبقى منها من قوة ظلت واقفة على عتبة الباب مثبتة عيناها على الأرضية هي نفسها التي تكورت پخوف فوقها عندما أنهال عليها بالضربات شعرت بوخز في قلبها لا يحتمل لتضع كفها على فمها تكتم شهقاتها عندما تذكرت عنفه معها وسبها بأسوأ الألفاظ عند تلك النقطة تحديدا صفعها و هنا ضړب رأسها بالأرض حتى أغشي عليها في تلك البقعة أتهمها في شرفها وفي تلك اللحظة سقط قلبها صريعا لم تستطيع رهف السيطرة على بكاءها و أنتفاضة جسدها لتعود للخلف تهز رأسها نفيا پألم ف أتت رقية على صوتها قائلة بقلق
رهف!!! مالك يابتي!!!
ألتفتت لها رهف مشيرة للداخل قائلة وهي تهدر بهيستيرية بنبرة ليست واعية
أنا مش عايزة أقعد هنا مش عايزة أقعد هنا!!!
وضعت كلتا كفيها على أذنيها صاړخة بصوت تجلى الألم به
أنا كرهته أوي!!!!
اشفقت عليها رقية لتربت على كتفيها قائلة وهي تحاول تهدأتها
خلاص يابتي اهدي متقعديش هنا محدش يجدر يچبرك على حاجة!!! تعالي يا حبيبتي نامي معايا في أوضتي!!
جذبتها من ذراعها لتنظر رهف للجناح خلفها بأسى ثم سارت معها وجسدها بأكمله يرتجف كما لو أنها ب وسط القطب الجنوبي!!
أخذتها رقية لغرفتها لتجعلها تنام جوارها و هي تسب باسل في سرها على ما فعله ليجعل تلك المسكينة تصل لهذه الحالة!!! ظلت جوارها تضمها لصدرها الحنون حتى نامت رهف ف أبتعدت عنها رقية لتخرج خارج الغرفة ثم أخذت هاتفها من فوق السفرة لتضغط على شاشته ثم وضعته على أذنها أنتظرت رده فأتاها صوته البارد بعد ثوان و هو يقول
في حاجة يا أمي!!!
خرجت نبرتها قاسېة وصوتها حزين على ما آلت إليها عائلتها
أنت معندكش ډم يا واد!! يعني بدل م تحب على راس مرتك و تحاول تعوضها عن الجرف القرف اللي عملته معاها چايبها إهنه وبعدتها عنك جال يعني إكده بتصلح كل حاچة ومخطرش على بالك أن وچودها إهنه عيفكرها بكل حاچة عملتها أنت كدا بتزيد الفچوة بيناتكوا يابني وصدجني البعد بيعلم الچفا وجلب الست لو إنكسر عمره م هيرچع زي الاول!!!!!
أنقبض قلبه عندما تذكر أن جلوسها في القصر سيجعلها تتذكر ما فعله وهو نسى تلك النقطة تماما ليبتلع ريقه وهو يقول بغصة في حلقه
حاولي يا أمي متخليهاش تدخل الجناح بتاعنا أقفليه بالمفتاح خالص!!!
زمت شفتيها و هي تقول بحسرة
بعد أيه!!! م هي دخلته وأفتكرت كل حاچة واللي حصل حصل و أنا بغبائي جولتلها أطلعي للجناح و نسيت اللي حصل!!!!
صف باسل سيارته جانبا ليضع كفه على رأسه يدلكها ليخفف من حدة صداعه قائلا بنبرة أوضحت عما به من نيران مستعرة
عملت أيه!!!
جلست رقية على الأريكة مسترسلة بتأثر
والله يابني لو تشوفها وهي پتبكي و بتجول مش عايزة أجعد هنا كان جلبك أتجطع عليها!!!
أعتصر قلبه من شدة الألم ليغمض عيناه و هو يتخيل ردة فعلها التي ستمزقه أشلاء ليسمع والدته وهي تتابع حديثها بنبرة حادة
تيچي بكرة
وتصالح مراتك يا ولدي و تحب على إيدها وراسها كمان عشان تسامحك كفاية بجا يابني دة العمر مافيهوش حاچة صدجني هتعرف قيمتها بعد م تختفي من حياتك هتتمنى لحظة واحدة ترچع وتشوفها هتتمنى إنك مستغلتش كل دقيقة وهي چارك
 

تم نسخ الرابط