القصر ثم حكى له عن الأميرة التي أعدها أبوها للحرب منذ مولدها ويكتم ذلك حتى يفاجئ بها أعداءه .
كان نادر الوجود كعادته بارعا في الحديث فجمع الملك قادة جيشه وأخبرهم أنه إذا كان العبيد والجواري يرمون بمثل هذه البراعة فكيف بالجنود وأنه يخشى أن يكون جيش منصور متربصا بهم في بعض الأوديةوالرأي أن نبعث له الهدايا مع هاذين العبدين ثم نعود أدراجنا ونرجو أن لا نكون قد أثرنا ڠضب السلطان وأنا أخشى أن ذلك الوزير المحبوس لا يفكر إلا بمصلحته ويخفي عنا الحقيقة ليشجعنا على القدوم !!!
رجعت بدر البدور وزوجها نادر الوجود ومعهم ثلاثة جمال محملة بالذهب والفضة والألبسة الملكية وريش النعام وعلم الناس أن الجيش قد رجع بعدما كان الذعر قد دب في المملكة وذلك بفضل شاب وفتاة وتسائلوا من يكونان ولما رأوهما يدخلان باب المدينة هتفوا باسميهما وأصبحا بطلين ثم إستقبلهما السلطانوعانقهما ثم قال والآن هيا إلى الطعام فلا شك أنكما جائعين وبعد ذلك سنشرب القهوة ونتسامر فالليلة ستكون طويلة وممتعة وبعد أن أكلوا وشربوا طلب منصور من نادر الوجود أن يقص عليه كيف غلبا محمد بن همام الرجل الذي لا ېخاف !!! فبدأ يسمع وهو يتعجب فلما تمت الحكاية هتف هذه لا شك ستكون أجمل الحكايات وسيرويها الناس جيلا بعد جيل !!! ثم إلتفت لبدر البدور وقال لها لقد حان الوقت يا إبنتي لأتنازل لك عن الحكم وأنا مطمئن البال فما دام نادر الوجود بجانبك فأنت لن تخشين شيئا بإذن الله .
في الغد خرج المنادي للأسواق يصيح أن الأميرة بدر البدور ستعتلي عرش مملكة الأوراس وسيكون زوجها نادر الوجود الوزير ففرح الناس بأميرتهم الجديدة التي ردت لوحدها جيشا كبيرا بفضل شجاعتها وبدأوا يتجمعون عند القصر لرؤيتها ولم يبق لا كبير ولا صغير إلا ذهب إلى هناك أما خصوم السلطان منصور وعلى رأسهم الوزير فقد إنزعجوا من ذلك الخبر وهم الذين إتفقوا مع محمد بن همام ملك تبسة للمجيئ وتنصيب الوزير على العرش لكن فشلت المؤامرة وإنحاز كل القادة والأمراء إلى بدر البدور بعد أن رأوا قوتها ووشوا بالوزير فكافأتهم على إخلاصهم وأمرت بالوزير فضړبت عنقه وبذلك توحد كل الشعب حولها مع أنها امرأة .
و بدأت الناس تحكي عن شجاعتها وكيف عاشت في الغابة واصطادت الوحوش وغلبت الجيوش وعاشت مملكة الأوراس في رخاء ورفاهية ورغم مرور زمن طويل لم تنته الحكايات عن تلك الأميرة التي كانت بكماء ونطقت بفضل الله سبحانه و تعالى وعلى يد ولد جاء من أرض بعيدة ....
النهاية